لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح لمعة الاعتقاد
200588 مشاهدة
التحذير من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم

كل هذه فوائد طاعة الله ورسوله، والإيمان بالله ورسوله، ولا شك أن ضد ذلك يحصل لمن عصى الله ورسوله من عذاب النار، وأما الذين غلوا وتجاوزوا؛ فإنهم وصفوه بما لا يستحقه إلا الله تعالى؛ بأن أكثروا من مدحه، ومع ذلك فإنهم خالفوا ما جاء به وما أمر به حتى عبدوه مع الله أو صرفوا له شيئا من حق الله تعالى:
وكل من دعا معـه أحــدا
فقد أشرك بالله ولـو محمدا
وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على أن لا يعطى شيئا من حق الله في الحديث أنه قال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله .
يعني: إطراء النصارى أن قالوا: هو الله، هو ابن الله، هو ثالث ثلاثة، فتجاوزوا به الحد، وأعطوه الألوهية التي هي من خصائص الله فخاف على أمته أن يرفعوا مكانته، ويجعلوه شريكا لله طالبي حق من حقوقه؛ فيكونون بذلك مشركين في حيث عبدوا مع الله غيره ولو أنبياءه.